طلال الفليتي
طلال الفليتي
كاتب إماراتي

عزاؤكم عزاؤنا يا أهلنا في السعودية

آراء

ذات ليلة في مساء يوم الخميس، وكعادتي اليومية أقرأ ما تناقلته الصحف ووسائل الإعلام وقضايا الساعة في العالم، وقبل أن أنام وفي منتصف الليل وأنا منهمك في القراءة شاهدت تناقل البعض في مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والبعض يكذب ويشجب ويستنكر والبعض يؤكد ذلك، وبعدها استيقظنا بحمدالله في صباح اليوم التالي من يوم الجمعة الموافق 23/1/2014 على النبأ الأليم والمفجع، وكان النبأ من المصادر الرسمية والبيان الصادر من الديوان الملكي هو وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.

هذا الخبر لم يحزن أشقاءنا السعوديين فقط بل أهل الخليج والعرب والمسلمين والعالم بأسره.

لقد بكاه أفراد شعبه وبكته الأمة العربية والإسلامية -اللهم لا اعتراض- غفر الله له وأسكنه فسيح جناته. إن إنجازات الملك عبدالله رحمه الله كثيرة، ومناقبه رحمه الله عديدة، ولا يمكننا أن نسردها في مقال ولكن أستطيع أن أقول بأن المملكة قفزت في عهده نحو التطور الكبير والسريع المتواتر من خلال المشاريع الضخمة والبنية التحتية التي تدل على اتساع الأفق والرؤية الاستراتيجية، وعُرف عنه رحمه الله حبه الشديد لشعبه وإيمانه بقيمة الفرد والعمل الخالص مخافة الله واقتداء بالسنة النبوية والاهتمام بالوطن والمواطن.

كما كان الملك عبدالله رحمه الله قائداً إنسانياً عربياً يتصف بالحكمة وبعد النظر، وأسهم كثيراً في تقريب وجهات النظر للعالم العربي والإسلامي، كما أنه تصدى لكثير من المشكلات التي وقعت، وقام بعدة مبادرات مثل المبادرة العربية في بيروت، فقد وقف مع كل الأشقاء العرب والمسلمين ضد الإرهاب والتطرف بقوة وحزم. فهو حريص على عزة الأمة وكرامتها وأمنها واستقرار شعوبها سالمين آمنين فقد كرس حياته لخدمة الإسلام والعرب والمملكة العربية السعودية.

والحديث عن العلاقات بين المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة فهي علاقة تاريخية وطيدة، بما تحتويه هذه العلاقة من ألوان الحياة ودفئها على اختلافها، والتي تنصهر في النهاية في لون واحد هو المحبة والمسؤولية معا، يتشاطران معا في الكثير من الهموم والآمال، في بيت الأسرة الخليجية الواحد، ويمكن وصف هذه العلاقة بأنها استراتيجية.

حيث يبدو جلياً تناغم وتوافق الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية والوعي بخطورة التهديدات والتحديات المصيرية المحيطة بالمنطقة، والملاحظ أن سير العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة شهدت تطوراً نوعياً في مختلف المجالات، وان هذه العلاقات لم تكن في الواقع إلا ترجمة لتاريخ طويل من التعاون الإقليمي بين البلدين الشقيقين، اللذين أدركا مبكراً أهمية التنسيق والتعاون بين الدول العربية عامة، ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة. أخيراً وليس آخراً لابد من القول إن تجربة العلاقات الإماراتية السعودية تعد نموذجا متميزا تستلهم قبل كل شيء خير هذه الأمة ومصالحها.

وإذ نعرب عن خالص تعازينا للمملكة العربية السعودية ولشعبها الشقيق لوفاة والد الجميع الملك عبدالله، لا يسعنا إلا أن نسأل الله العلي القدير بأن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة بالعزم والقوة والتوفيق لكي يواصل مسيرة المملكة العربية السعودية نحو الخير والرفاه لجميع أبناء المملكة.

وكلنا ثقة بأنه سيواصل نهج المؤسس الملك عبدالعزيز والتي تقوم على ثوابت الحفاظ على العقيدة ومصالح الوطن والمواطنين والدفاع عن مصالح الأمتين العربية والإسلامية. والملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين رجل من رجال المملكة، وعرف عنه خلال تاريخه فهو أحد رجالها الأوفياء، الذي كرس حياته لخدمة بلده والأمة وكان خير سند لكافة أبناء شعبه والمسلمين، وهو بإذن الله خير خلف لخير سلف.

المصدر: البيان
http://www.albayan.ae/opinions/articles/2015-01-29-1.2298581