واشنطن تنشر طائرات شمال العراق لإنقاذ طياري التحالف إذا أسقطت طائراتهم

أخبار

أكد مسؤول عسكري أميركي أمس أن الولايات المتحدة نشرت في شمال العراق طائرات وطواقم متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ من أجل تسريع عمليات إنقاذ طياري التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم داعش في حال أسقطت طائراتهم. وبينما تتحفظ وزارة الدفاع الأميركية على الإعلان رسميا عن مواقع وجود قواتها في العراق مع صعوبة الموقف الأمن فيها، أفاد مسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية: «نحن نقوم بعملية إعادة تموضع للطائرات في شمال العراق لتصبح أقرب إلى ميدان القتال، وذلك بهدف تسهيل عمليات إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم في مناطق يسيطر عليها المتشددون»، في محاولة لتجنب ما حدث مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي احتجزه التنظيم المتطرف ثم قتله.
ويأتي التأكيد الأميركي بعد يوم من كشف قرار الإمارات توقيف طلعاتها الجوية مع التحالف الدولي لمكافحة «داعش» لعدم قناعتها بتوفير واشنطن تجهيزات كافية لإنقاذ الطيارين في حال سقوط طائرتهم. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الإمارات طلبت من وزارة الدفاع الأميركية تحسين جهود البحث والإنقاذ، ومن بينها استخدام طائرة «في – 22 أوسبري» ذات الأجنحة متغيرة الاتجاه، في شمال العراق، بالقرب من ساحة القتال، بدلا من إسناد تلك المهام إلى الكويت. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن الطيارين الإماراتيين لن يعاودوا القتال حتى نشر طائرات «في – 22 أوسبري»، والتي تُقلع وتهبط مثل المروحيات ولكنها تطير مثل الطائرات العادية، في شمال العراق.
وحسب المسؤولين أخطرت الإمارات القيادة المركزية الأميركية بقرار تعليق الطيران القتالي من جانبهم، وذلك عقب أسر الملازم أول معاذ الكساسبة من القوات الجوية الأردنية حينما أسقطت طائرته بالقرب من الرقة، في سوريا. وقال مسؤول عسكري أميركي بارز إن متطرفي تنظيم داعش اعتقلوا الملازم الكساسبة بعد دقائق من سقوط طائرته، وأضاف: «لم يكن لدينا وقت للتدخل». ولكن مسؤولين في الإمارات العربية المتحدة سألوا الجيش الأميركي عما إذا كانت فرق البحث والإنقاذ يمكنها الوصول إلى الملازم الكساسبة حتى مع توافر الوقت لفعل ذلك، كما صرح مسؤولون في الإدارة.
ويذكر أن التحرك الأميركي لنشر طائرات شمال العراق لم يأت خلال اليومين الماضيين، ولكن لم يعلن عنه مسبقا حرصا من البنتاغون على عدم الكشف عن تحركاته أو العمليات التي يقوم بها لإنقاذ أي من مقاتليه كي لا يستفيد منها مقاتلو «داعش» أو غيرهم من المتطرفين.
وأوضح مسؤول من وزارة الدفاع الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه «عندما يحلق طيارون أميركيون فوق أراضي العدو، يعلمون أن هناك مخاطر ولكنهم أيضا يعلمون أنهم مدعومون بالتزام كلي بالعمل على استعادتهم في حال سقوط طائرتهم. وتلك الموارد نفسها والقدرات العسكرية موجودة للطيارين من دول أخرى تشارك معنا» في الضربات الجوية ضد «داعش». وتابع المسؤول: «لا يوجد خطر يتحمله طيارو دول التحالف لا يشاركهم فيها طيارون أميركيون».
وشدد المسؤول الأميركي على أن البنتاغون «تواصل تحسين قدراتنا في المنطقة بما في ذلك متطلبات إنقاذ» أي من المقاتلين المشاركين في العمليات العسكرية.
وعلى الرغم من أن تركيا دولة عضوة في حلف الشمال الأطلسي، الا انها حتى الآن ترفض السماح باستخدام قاعدة «انجرليك» للطلعات الجوية ضد «داعش» مما وتر علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
ويذكر أن فكرة إقامة قاعدة عسكرية في إقليم كردستان العراق طرحت الصيف الماضي بعد فترة قليلة من تغلغل «داعش» في الموصل في يونيو (حزيران) الماضي، إلا أن المقترح لم يطور لأن الولايات المتحدة أرادت الحصول على الضمانات الكافية. ولكن بعد أن بدأت الولايات المتحدة عملياتها مع التحالف ضد «داعش»، قدمت الحكومة العراقية الضمانات المطلوبة لإعطاء القوات الأميركية الحصانة المطلوبة. وأكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية الكوماندر إليسا سميث أن «القوات الأميركية لديها الحماية القانونية المطلوبة للقيام بمهامها»، مضيفة: «نؤكد أن العراق قدم ضمانات مقبولة في قضية الحماية لهؤلاء الجنود مقابل تبادل أوراق دبلوماسية».

المصدر: لندن: مينا العريبي – واشنطن: «الشرق الأوسط»