منصور بن زايد يطلق 7 مبادرات ابتكارية في التعليم

أخبار

نقل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأمنياته بالتوفيق والنجاح للمشاركين في القمة الحكومية الثالثة. جاء ذلك خلال جلسة سموه الرئيسية التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي عقدت تحت عنوان «الابتكار في التعليم» ضمن فعاليات القمة الحكومية التي اختتمت امس دورتها الثالثة التي استغرقت ثلاثة أيام تحت عنوان «استشراف حكومات المستقبل».

وأعلن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عن إطلاق سبع مبادرات لتعزيز روح الابتكار في كافة مراحل التعليم في دولة الإمارات وإعداد وتهيئة أجيال مستقبلية مؤهلة ومستعدة لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم في الدولة والحفاظ على مكتسبات الوطن وتعزيز مكانة الإمارات محلياً وعالمياً كعاصمة للابتكار والإبداع في كافة القطاعات.

كما حضر الجلسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي أحمد جمعه الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، ومعالي أحمد محمد الحميري الأمين العام لوزارة شؤون الرئاسة، والفريق مصبح بن راشد الفتان مدير مكتب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وعدد من الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين.
الطريق نحو المستقبل

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن الابتكار هو الطريق نحو مستقبل مزدهر، ويجب أن يبدأ في زرع روح الابتكار في الأجيال المستقبلية، من خلال الاستثمار في أطفالنا في كافة المراحل التعليمية، لاسيما التعليم الابتدائي، كونهم هم نواة التطوير والازدهار التي تعتمد عليها مسيرة التنمية والتطوير في المستقبل، موضحاً سموه أن الابتكار ليس جديداً على دولة الإمارات وقيادتها فهو متأصل في أسلوب تفكير قيادتها وشعبها على مر تاريخها.

وقال سموه إن الشيخ زايد، رحمه الله، كان مبتكراً في حياته اليومية فهو لم يكن مؤسساً فقط بل كان معلماً فقد رغب دائماً في ابتكار الجديد لخدمة وطنه وشعبه، وتحقيق السعادة والرفاهية لهم، فهو لم يعرف المستحيل طريقاً إليه، وكان زايد لديه إصرار على تحويل أفكاره إلى أرض الواقع، ولم يكن يتبع طريقة تقليدية في التفكير.. كان دائم الابتكار والإبداع في الوصول إلى غايته لخدمة الوطن والشعب.

وأضاف سموه: تعلمنا من زايد أن الابتكار هو الحياة، وسر تفوق الدول وصدارتها، والابتكار هو ما يفصل بين الشعوب المتأخرة أو المتقدمة، وهو الذي يجعلك تقود غيرك أو يقودك غيرك، والابتكار هو سر الاستمرار، وهو سر البقاء في المقدمة.. لذلك أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2015 عاماً للابتكار.. كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية لمدة 7 سنوات للابتكار، والابتكار أيها الإخوة يحدد مستقبل الأجيال القادمة.

وأكد سموه في بداية حديثه أن الهدف من القمة هو أن نتعلم لكي نعمل، ونتعلم من تاريخنا ومن غيرنا من الدول ثم نعمل لنخدم شعبنا ووطنا وأجيالنا القادمة».

وقال سموه: إن أحد أهم مشاريع المستقبل لدينا خاصة في مجال الابتكار هو إطلاق مسبار يصل لصحراء المريخ خلال 7 سنوات أي في العام 2021، لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية وإسلامية تصل هناك، وهي مهمة ليست مستحيلة أمام الإصرار والإيمان بالعزيمة والابتكار».

وأوضح سموه أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أطلق العديد من المبادرات لتحقيق السعادة للمواطنين، مثل مبادرات لتطوير البنية التحتية بعقود بلغت فيمتها 9.5 مليار درهم صرف منها 5.4 مليار درهم حتى الآن إضافة إلى صندوق معالجة الديون المتعثرة بلغت قيمته أكثر من 2.4 مليار درهم.

وأشار سموه إلى أن الابتكارات الموجودة صنعتها عقول مبدعة ووظيفتنا في الحكومة أن نعمل على صناعة هذه العقول وصناعة البيئة المحفزة لهذه العقول، لذلك أنا دائما أكرر لجميع الإخوة أن الابتكار يبدأ من المدارس.. لابد أن نصنع طلاباً يحبون البحث والتحليل والابتكار وهناك فرق كبير، مؤكداً سموه على مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لابد أن يبتكر الإنسان مستقبله ويبتكر وظيفته وهذا ما نطمح إليه من خلال تطوير مهارات الابتكار في أجيال الإمارات».

المبادرات

وتتعلق المبادرة الأولى بإنشاء مختبرات الروبوتات، في مدارس الدولة إذ أوضحت الدراسات أن أهم أربع مواد تساعد الطالب على كيفية بناء روبوت من خلال التركيز على أربع مواد تشكل أساس عمل الروبوت، وهم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتهدف هذه المختبرات إلى إكساب الطلاب مهارات عملية لبناء روبوت من خلال هذه المواد التعليمية.

أما المبادرة الثانية، فهي «تطوير المناهج المتعلقة بالابتكار» وستنصب الجهود في المرحلة المقبلة على تطوير المناهج التربوية والتعليمية على إكساب الطلاب مهارات في التحليل، وحل المشاكل والتفكير بشكل منهجي، إضافة إلى المواد الأربع في المبادرة الأولي.

وتدور المبادرة الثالثة حول « إضافة الابتكار كمعيار في تقييم المدارس الحكومية والخاصة» إذ سيتم التركيز على البناء العقلي للطلاب ليتمكنوا من التفكير بشكل مبدع وإكسابهم المهارات التي تساعدهم على الاستعداد للانخراط في سوق العمل بعد تخرجهم.

وتركز المبادرة الرابعة على «إقامة معرض وطني للابتكار» سنويا على مستوى دولة الإمارات، يشارك فيه طلاب المدارس والجامعات في الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويمكن للقطاع الخاص المشاركة في دعم المبادرة.

أما المبادرة الخامسة فتتعلق «بحاضنات الابتكار» لتوفير بيئة داعمة ومحفزة للطلاب الجامعيين وللشباب من خلال دعم حكومة الدولة جهود الطلاب في الابتكار والإبداع والمنافسة أيضاً.

وتركز المبادرة السادسة على «مبتكر المستقبل» إذ تهدف المبادرة إلى إعداد كوادر من المبرمجين ومتخصصتين في علوم الحاسب الآلي، من أجل العمل على تطوير برامج خاصة للطلاب الصغار من أعمار «5-7 سنوات»، لاستكشاف مواهبهم وقدراتهم في مجال الابتكار والعمل على تنميتها وتعزيزها لخدمة الوطن.

وتركز المبادرة السابعة على «برنامج رعاية المبتكرين» ويهدف هذا البرنامج إلى رعاية الطلاب الموهوبين والمبتكرين من خلال إقامة مخيمات تدريبية للابتكار في الصيف وكذلك توفير برامج تدريبية مكثفة لهم وإرشاد متخصص لرعاية مواهبهم وقدراتهم.

تكريم

وأشار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان إلى أنه سيتم الاحتفال بالناجحين والمتفوقين في هذه المبادرات من خلال عقد حفل تكريم خاص لهم، ضمن فعاليات القمة الحكومية القادمة في فبراير 2016.

وفي هذا الشأن استعرض سموه نماذج إماراتية ناجحة للابتكار وهو روبوت القسطرة «كوريندس»، إذ تعد دولة الإمارات ثاني دولة في العالم استخداما هذا النوع من الروبوت لإجراء مثل هذه الجراحات المعقدة، وأن الدكتور الجراح عارف النورياني هو أول جراح مواطن يستخدم الروبوت في ذلك الهدف الإنساني، مشيرا سموه إلى استخدام الروبوت في إجراء عملية القلب المفتوح في مستشفى القاسمي بالشارقة.

وفي ختام الجلسة أشاد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بالقمة الحكومية وقال سموه: «هدف القمة أن نتعلم لكي نعمل، نتعلم من بعضنا.. ومن تاريخنا.. ومن غيرنا من الدول.. ثم نعمل لنخدم شعبنا ووطنا وأجيالنا القادمة بإذن الله».

الرئيس التنفيذي للابتكار

أعلن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عن استحداث منصب في حكومة دولة الإمارات وهو « الرئيس التنفيذي للابتكار» من أجل تشجيع الابتكار الحكومي والعمل على تطوير السياسات المناسبة لتطوير الخدمات وتوفير النفقات، مشيرا إلى أن حكومة دولة الإمارات وقعت اتفاقية مع جامعة كامبردج لتدريب 60 خبيرا في الابتكار الحكومي.

ودعا سموه إلى المنصة باحثات إماراتيات متخصصات في الجينات الزراعية من مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية وهن : سليمة السناني ومريم الزعابي ومريم النعيمي وقدمهن للحضور.

وأشار سموه إلى أنه تم ابتعاثهن في دورات متخصصة في أميركا، ورجعن ليعملن في بلدهن الإمارات.

دينا جوني (دبي، ووام)