أوباما: المتطرّفون لا يتحدّثون باسم مليار مسلم

أخبار

Barack Obama

شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كلمة أمس في ثاني أيام مؤتمر مكافحة الإرهاب في واشنطن، على أنّ «المتطرّفين لا يتحدّثون باسم مليار مسلم، وأنّ بلاده ليست في حرب ضد الإسلام، بل من شوّهوه»، فيما التقى وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان رؤساء هيئات أركان دول التحالف ضد «داعش» خلال اللقاء الذي عقدوه في الرياض وبحثوا خلاله سبل دعم الجيش العراقي.

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ «المتطرّفين لا يتحدّثون باسم مليار مسلم»، داعياً قادة العالم إلى توحيد صفوفهم، من أجل التصدّي لوعود الإرهابيين الزائفة وأيديولوجياتهم الحاقدة.

وقال أوباما، أمام مندوبي ستين بلداً خلال قمة مكافحة الإرهاب التي تستضيفها بلاده على مدى يومين، إنّ «الإرهابيين يحاولون تصوير أنفسهم كقادة دينيين ومحاربين مقدسين، وهم ليسوا سوى متطرّفين»، مشدّداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع الجماعات المتطرّفة مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من تجنيد شبان وتحويلهم إلى إرهابيين.

وأضاف أنّ «الحرب على المتطرّفين هي حرب للفوز بالعقول والقلوب بقدر ما هي حرب في الجو والبر»، مستطرداً: «الاعتقاد بأن الغرب يحارب الإسلام مجرد كذبة بشعة».

تصدّي للدعاية

وأبان أوباما أنّ «العمليات العسكرية مثل الضربات الجويّة التي يشنها التحالف الدولي منذ شهور على مواقع تنظيم «داعش» في العراق وسوريا لا يمكن أن تكون الرد الوحيد على العنف المتطرّف»، مشدّداً على وجوب التصدّي لأيديولوجيات المتطرّفين وبناهم التحتية، والدعاة والذين يجندون ويمّولون وينشرون الفكر المتطرّف ويحضّون الناس على العنف». وأشار إلى أهمية شبكات التواصل الاجتماعي، مذكّراً بضرورة التصدّي للدعاية الأيديولوجية الخطرة.

تلاعب بعقول

وأوضح الرئيس الأميركي في كلمته أنّ «المجموعات الإرهابية تستخدم الدعاية الموجّهة جدّاً على أمل الوصول إلى الشبان والتلاعب بعقولهم، لا سيّما من لديهم إحساس بأنّهم منسيون، هذه هي الحقيقة»، مضيفاً أنّ «الفيديوهات العالية الجودة واستخدام الشبكات الاجتماعية وحسابات الإرهابيين على «تويتر» صمّمت للوصول إلى الشباب عبر الإنترنت».

وأردف أوباما: «لسنا في حرب ضد الإسلام، نحن في حرب ضد أشخاص شوّهوا الإسلام» نافياً أن يكون هناك صراع حضارات، قائلاً: «هؤلاء الإرهابيون خطر على المجتمعات التي يستهدفونها، وعلى هذه المجتمعات أن تبادر وتحمي نفسها بنفسهاو هذا يصح في أميركا وغير أميركا، والمجتمعات المسلمة تحمل مسؤولية أيضاً في مكافحة المجموعات الساعية لاكتساب شرعية».

إسقاط مفهوم

وشدّد على ضرورة تسوية المشكلات التي يستغلّها الإرهابيون للتجنيد، لافتاً إلى دور المدرسة، مضيفاً: «حين لا يتلقى الشباب أي تربية، يكونون أكثر تجاوباً مع نظريات المؤامرة والفكر المتطرّف».

وقال إنّ تنظيمي «داعش» و«القاعدة» يعتمدون على المفهوم الخاطئ المنتشر في العالم بأنهم يتكلمون بطريقة ما باسم المسلمين، مضيفاً: «على القادة المسلمين أن يبذلوا المزيد لإسقاط المفهوم بأنّ دولنا مصمّمة على القضاء على الإسلام، على الجميع التكلّم بشكل واضح جدّاً». وأضاف: «مواجهة جيش «داعش» غير التقليدي ربما يستغرق وقتاً طويلاً، ولكننا سننتصر في النهاية».

معركة جوهرية

من جهته، وصف وزير الخارجية جون كيري حملة التصدّي لـ«داعش» بأنّها «معركة جوهرية لهذا الجيل». وقال كيري إنّ «تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أنّ هناك أكثر من 200 ألف شخص من أكثر من مئة دولة سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف التنظيم».

وأضاف أنّ «عدد الذين تمّ تجنيدهم من الدول الغربية يصل إلى نحو أربعة آلاف وهو أمر غير مسبوق»، مشيراً إلى أنّ «نحو عشرين ألفاً سافروا إلى أفغانستان للمشاركة في الحرب هناك على مدى عشرة أعوام، أما الانضمام إلى داعش فاستغرق شهوراً فقط».

ضد «داعش»

إلى ذلك، التقى وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في الرياض رؤساء هيئات الأركان لدول التحالف ضد «داعش» الذي يضم 26 دولة تشارك في مؤتمرهم الخامس الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية حالياً.

وبحث القادة العسكريون سبل دعم الجيش العراقي.

وقال مصدر دبلوماسي غربي: «اني واثق من انهم يضعون خطة محكمة ومنسقة لدعم الجيش العراقي» ليتمكن من التصدي للتنظيم المتطرف.

واضاف انه نظرا الى ان «اي طرف» لا يريد نشر قوات على الارض «يبقى تعزيز قدرات الجيش العراقي ويقدر عديده ب200 الف جندي الخيار الافضل».

إنفاق

من المتوقّع أن تكشف الحكومة الدنماركية عن إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب في أعقاب الهجومين المميتين اللذين وقعا مطلع الأسبوع وأسفرا عن مقتل شخصين. وقالت الحكومة إن رئيسة الوزراء هيله تورنينج شميت ووزراء العدل والداخلية والدفاع سيعلنون عن تفاصيل الخطة المؤلفة من 12 نقطة.

 وذكرت إذاعة «دي آر» أنّ «الدنمارك تعتزم تخصيص 970 مليون كرونر (148 مليون دولار) لتعزيز جهاز الأمن والاستخبارات «بيت» وجهاز الاستخبارات العسكرية «إف إيه» لمتابعة أنشطة المقاتلين الأجانب في الخارج، كما أنّ توفير حماية أفضل للسياسيين البارزين وغيرهم من الشخصيات المهمة جزء من الخطة.

المصدر: البيان