تصميم مسبار المريخ الإماراتي قبل نهاية 2015

أخبار

2405016344

كشفت وكالة الإمارات للفضاء أنها ستبدأ بتصميم المسبار الإماراتي المتجه إلى كوكب المريخ قبل نهاية العام الجاري.

وأوضحت الوكالة، على هامش مشاركتها في مؤتمر «ميلساتكوم الشرق الأوسط للاتصالات الفضائية»، الذي عقد أمس في أبوظبي، أنها ستنتهي من إعداد جميع الدراسات الخاصة بالمسبار قبل منتصف العام الجاري، على أن يتم إطلاق المشروع بالكامل بحلول عام 2020، ليصل كوكب المريخ بحلول عام 2021.

ولفتت الوكالة إلى أنها تعمل على وضع إطار موحد للتشريعات المتعلقة بالفضاء، إذ إن خطتها للعام الجاري تتضمن إنجاز مقترح بتوحيد إصدار التشريعات والتنظيمات الخاصة بالفضاء تحت مظلة الوكالة.

إلى ذلك، أفادت شركة «الياه سات» الإماراتية بأنها تستعد لإطلاق قمرها الاصطناعي الثالث في أوائل 2017، مشيرة إلى أن العمل على خفض أسعار الخدمات الفضائية، وتلبية متطلبات المتعاملين، وملاحقة التطورات المستقبلية في القطاع، تمثل أبرز التحديات التي تواجه الشركة حالياً. وتم خلال المؤتمر الإعلان عن أن «الياه سات» أصبحت من أكبر 10 شركات في مجال الاتصالات الفضائية على مستوى العالم من حيث الإيرادات.

مسبار المريخ

وتفصيلاً، كشف المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، محمد ناصر الأحبابي، أن «الوكالة ستبدأ تصميم المسبار الإماراتي المتجه إلى كوكب المريخ قبل نهاية العام الجاري».

وقال الأحبابي، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر، إن «الوكالة بدأت في وضع الدراسات الخاصة بهذا المسبار، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنيات المتقدمة، المنوط بها تنفيذ المسبار تحت إشراف وكالة الفضاء»، لافتاً إلى أن «الوكالة ستنتهي من إعداد الدراسات كاملة قبل منتصف العام الجاري».

وأكد، رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، أن «عملية تصنيع المسبار ستبدأ في الأعوام المقبلة، يعقبها عملية الفحوص والاختبارات الخاصة للتحقق من قدرته على تنفيذ المهام الموكلة إليه، على أن يتم إطلاق المشروع بالكامل بحلول عام 2020، ليصل كوكب المريخ بحلول عام 2021، وهو العام الذي يشهد الاحتفال باليوبيل الذهبي لإقامة الدولة». وأكد أن «وكالة الإمارات للفضاء تعطي الأولوية لتنفيذ مشروع المسبار، باعتباره مشروعاً استراتيجياً، ليس للدولة فقط، بل للعالم العربي والإسلامي، باعتباره أول مسبار على المستوى العربي والإسلامي».

توحيد التشريعات

ولفت الأحبابي إلى أن «الوكالة تعمل على وضع إطار موحد للتشريعات المتعلقة بالفضاء، إذ إن خطة الوكالة للعام الجاري تتضمن إنجاز مقترح بتوحيد إصدار التشريعات والتنظيمات الخاصة بالفضاء تحت مظلة الوكالة، لتأخذ دورتها التشريعية العادية، وتصدر في هيئة قوانين بعد الموافقة عليها بعد ذلك»، موضحاً أن «التشريعات الفضائية موزعة حالياً على وزارات عدة وجهات مختلفة».

وأفاد بأن «(الإمارات للفضاء) ستكون، بمقتضى قانون تأسيسها، الجهة المخولة إصدار التصاريح الخاصة بمزاولة العمل الفضائي، كما أنها الجهة الوحيدة التي تتولى عملية تنظيم القطاع ومراقبة الالتزام بتنفيذ التشريعات الخاصة به، وتمتلك سلطة الضبط القضائي»، مشيراً إلى أن «الوكالة تعمل حالياً مع الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات والهيئة العامة للطيران المدني، من أجل وضع القوانين والتشريعات الخاصة بالقطاع الفضائي في الدولة».

وأضاف أن «الوكالة مسؤولة عن تنمية القطاع الفضائي، الذي يعد من أكبر القطاعات الفضائية في المنطقة، وتعمل الوكالة حالياً على وضع السياسات والقوانين والتشريعات الفضائية، بما يؤدي إلى تطور القطاع، وتنمية الوعي الشعبي بأهمية دخول الإمارات هذا المجال بقوة والاستثمار فيه»، مؤكداً أن «الوكالة تعمل حالياً على تنفيذ منظومة متكاملة، تتضمن استراتيجية واضحة لتنمية قطاع الفضاء، تتماشى تماماً مع رؤية الإمارات 2021، ورؤية أبوظبي 2030».

وقال إن «وكالة الإمارات للفضاء دخلت المرحلة التشغيلية الكاملة حالياً، بعد أن انتهت من وضع الخطة التشغيلية والهيكل التنظيمي للوكالة ومقوماته الأساسية، وذلك خلال الأشهر الستة التي تلت صدور القرار الخاص بتأسيس وكالة للفضاء في الدولة»، لافتاً إلى أنه «سيتم قريباً الإطلاق الرسمي لاستراتيجية الوكالة، مع وضع الخطط لدعم الابتكار في أنشطة الفضاء».

استثمارات محلية

وبيّن الأحبابي أن «إجمالي استثمارات الإمارات في مجال الفضاء تبلغ حالياً نحو 20 مليار درهم، لتكون بذلك صاحبة أكبر القطاعات الفضائية في المنطقة، وتشمل استثمارات الدولة في القطاع: أنظمة (الياه سات) للاتصالات الفضائية، وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء، إضافة إلى شركة (الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة)، التي تغطي ثلثي العالم، فضلاً عن منظومة الأقمار الاصطناعية (دبي ساتومن)»، متوقعاً أن تتجاوز نسبة النمو السنوي للقطاع محلياً 7%، وهي نسبة النمو العالمية.

وكان الأحبابي أوضح، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن شركة «الياه سات» الإماراتية أصبحت من أكبر 10 شركات في مجال الاتصالات الفضائية على مستوى العالم، من حيث الإيرادات.

وقال إن «هناك 60 دولة على مستوى العالم لديها برامج فضائية حالياً، إذ تعد هذه البرامج من أبرز محركات ومحفزات النمو الاقتصادي، وتقدر قيمة هذه البرامج بنحو 340 مليار دولار، بنسبة نمو سنوي تصل 7%».

وأشار إلى أنه «على الرغم من أن قطاع الفضاء يتضمن بعض المخاطر، إلا أنه يتضمن مزايا عدة، لاسيما توفير فرص العمل للمواطنين، ودخول مجالات التقنية المتقدمة».

قمر اصطناعي ثالث

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية، مسعود شريف محمود، إن «الشركة تستهدف قيادة الابتكار في مجال الاتصالات الفضائية والعسكرية»، لافتاً إلى أن «الشركة أطلقت قمرين اصطناعيين، وتستعد لإطلاق القمر الثالث في أوائل عام 2017».

وأضاف أن «14 دولة في مختلف أنحاء العالم تستفيد حالياً من خدمة (ياه كليك) للإنترنت الفضائي السريع، التي تقدمها الشركة»، لافتاً إلى أن «أهم أولويات الشركة يتمثل في توفير خدمات تجارية وحكومية شاملة للمتعاملين والشركاء، إضافة إلى توفير جيل مقبل من الاتصالات العسكري».

وأكد محمود أن من أبرز التحديات التي تواجه الشركة حالياً، القدرة على تلبية متطلبات المتعاملين، وتقديم الخدمات النهائية المناسبة، وملاحقة التطورات المستقبلية، والعمل على خفض الأسعار الخاصة بالخدمات الفضائية.

التقنيات في خدمة الدول

قال رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالقوات المسلحة، العميد الركن الدكتور مبارك سعيد غافان الجابري، إن «انطلاق مؤتمر (ميلساتكوم الشرق الأوسط للاتصالات الفضائية) يأتي بعد أيام من انعقاد القمة الحكومية في دبي، وتأكيدها أهمية الابتكار، ودور التقنيات المتقدمة في خدمة الدول».

ولفت إلى أن «قرار تأسيس وكالة الإمارات للفضاء يعد قراراً استراتيجياً، يستهدف القيام باستثمار بعيد الأمد، باستخدام التقنية الحديثة».

وأشار إلى أن «متطلبات العمليات المنفذة من أنظمة الاتصالات العسكرية وتعقيدات المعارك في استراتيجيات الحروب ذات النطاق الواسع، تتطلب اتصالات فضائية للقادة الميدانيين، للحفاظ على التفوق المعلوماتي»، مشيراً إلى أهمية الخدمات التي تقدمها شركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية لمشتركيها.

«الإمارات للفضاء» والتوطين

قال المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، محمد ناصر الأحبابي، إن «التوطين يعدُّ أولوية للوكالة حالياً، إذ تعمل الوكالة على استقطاب الشباب والمواهب الإماراتية المؤهلة لدراسة العلوم، بهدف العمل في قطاع الفضاء، الذي يتطلب مهارات خاصة»، لافتاً إلى أن «الوكالة أعدت خطة بالتنسيق مع القطاع الأكاديمي، بما فيها المدارس والجامعات، لاستقطاب المواطنين المبدعين، وسيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن مشروعات خاصة بهذا الصدد».

المصدر: الإمارات اليوم