سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

القادم مذهل.. لكن الإمارات لن تكون بعيدة

آراء

في برشلونة، حيث يُقام حالياً المعرض والمؤتمر العالمي للهواتف المحمولة، المعرض الأكبر والأضخم من نوعه، هو ليس مقتصراً على الهواتف الذكية فقط، بل يكشف ويعرض معالم المستقبل، والمستقبل الذي اتضحت ملامحه هناك شيء مذهل لا يكاد يصدقه عقل، فهو أكبر من تخيلات وأحلام البشر.

الثورة التكنولوجية القادمة التي ستغير وجه الحياة، وتجعل تفاصيل حياة الناس اليومية أشبه بأفلام الخيال العلمي، هي ثورة ما بعد الهواتف الذكية، وما بعد النسخة الحالية من عالم « الديجتال»، عالم جديد، عالم «الشرائح»، وهذا العالم لن يكون بعيد المنال، فالمتخصصون يتحدثون عن عالم سيبدأ من العام المقبل 2016، ليصل إلى ذروته خلال خمسة أعوام فقط!

المرحلة المقبلة هي مرحلة «إنترنت الأشياء» internet of things IOT ، بحيث يصبح كل جهاز متفاعلاً مع البشر عن طريق شريحة إنترنت، يرسل عن طريقها رسائل نصية على هاتف صاحبه المتحرك، فمثلاً فرشاة الأسنان تخبرك عن أماكن لم يصل إليها المعجون لتنظفها، وتخبرك بحاجة كل سن من التنظيف، وعند الانتهاء من استعدادات خروجك من المنزل، تقرأ في المرآة وأنت تمشط شعرك المسارات السالكة في طريق عملك، ومواقع الاختناقات المرورية، وحالة الطقس الخارجي، كما تستطيع معرفة العروض التجارية في المحال الموجودة على خط سيرك، وفي الوقت نفسه ترسل السيارة لك «مسجات» عن نقص الزيت أو البنزين أو الأعطال، والثلاجة ترسل لك «مسجات» تفيد بقرب نفاد البيض، وقرب انتهاء علب المواد الغذائية، وفساد بعض الفاكهة فيها!

كل هذه الأشياء وغيرها كثير جداً، ليست محض خيال، بل هي أشياء حقيقية عرضت في المعرض، وستجد طريقها إلى السوق قريباً جداً، فقد أعلنت شركة «سامسونغ» أنه خلال العامين المقبلين ستغطي هذه التقنية 40% من كل أجهزتها المصنعة، وبعد خمس سنوات فإنها لن تنتج أي جهاز عادي غير مرتبط بشريحة، بمعنى أن جميع أجهزة «سامسونغ» ستكون تفاعلية، كما أعلنت شركة «نيسان» أنها ستطرح في الأسواق سيارة تستطيع السير من دون سائق في طرقات المدينة مع حلول عام 2018، ومع حلول عام 2020 ستكون هناك سيارة تستطيع السير داخل المدينة وعلى الطرقات السريعة، وتنتقل من مسار لآخر دون سائق!

ومع هذا الهوس الجديد، كان موضوع تطوير شبكات الهاتف وسرعاته هو الهاجس الثاني لشركات الاتصالات في المعرض، حيث يتطلع القطاع إلى طرح تقنيات الجيل الخامس 5G خلال السنوات الخمس المقبلة، بحيث تكون سرعته أكبر بـ100 ضعف من السرعة الحالية!

عالم مذهل حقاً، لكن الجميل في المعرض، أننا كدولة الإمارات لن نكون أبداً متأخرين عن ركب التطور في هذا القطاع، حيث تواكب «اتصالات» هذه التقنيات بشكل سريع وفوري، ووجود المؤسسة في المعرض كان مميزاً وفاعلاً، وأعلنت «اتصالات» فوراً، من خلال الرئيس التنفيذي لمجموعة اتصالات أحمد عبدالكريم جلفار، والرئيس التنفيذي لاتصالات «الإمارات» صالح العبدولي من برشلونة، أن المؤسسة ستكون من أوائل شركات العالم استخداماً لتقنية 5G، خلال السنوات الخمس المقبلة، وستبدأ في غضون عامين بالانتقال إلى مرحلة الـ4.5G، تمهيداً لاستخدام الـ5 G في معرض «إكسبو 2020»، الذي ستستضيفه دبي، ليس هذا فحسب، بل إن المدينة التي سيُقام عليها «إكسبو» في جبل علي، ستكون بالكامل مدينة ذكية، تطبق فيها كل التقنيات الحديثة التي أعلن عنها هنا، والتي لم يعلن عنها بعد.

الإمارات ستحافظ على مكانتها، وستكون من أوائل دول العالم تطوراً في مجال استخدام التقنيات الحديثة، لأنها أكثر دولة مؤهلة في هذه المنطقة لمواكبة كل هذه التطورات، فهي الأفضل في مجال البنية التحتية التقنية، والأفضل في مجال استيعاب كل جديد، وبشكل سريع، وهذا شيء يدعو إلى الفخر، خصوصاً بعد أن كشر العالم عن أنيابه، وكشفت الشركات عن ثورتها التقنية المقبلة التي ستغير وجه الحياة على كوكب الأرض، ونحن هنا لن نكون بعيدين عن الاستفادة من هذه التغييرات.

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-05-1.762619