لندن وباريس: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا

أخبار

90aa (1)

أكدت لندن وباريس أمس أن لا مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قال إن على واشنطن التفاوض معه لإنهاء الحرب، في حين قابل الأسد هذه التصريحات بتعنت لافت قائلا انه لن يقرر قبل الحصول على أفعال.

وقالت فرنسا إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل في سوريا، بينما جددت بريطانيا التأكيد على أن «لا مكان له » في مستقبل سوريا، وذلك بعيد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو أمراً لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: «كما أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حداً لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة».

وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييراً في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا. وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع «تويتر» إن كيري «جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة – ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد». وأضافت: «سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سوريا ونحن نقول هذا الكلام دوماً».

وأكدت فرنسا انها ترغب «بتسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية» مشيرة الى ان الرئيس السوري «لا يمكن ان يكون ضمن هذا الاطار».

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «موقفنا معروف ويندرج في اطار بيان جنيف 2012: هدفنا هو تسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية تؤدي الى حكومة وحدة» ، مشيراً إلى أن مثل هذه الحكومة يجب أن تضم «بعض هيئات النظام القائم والائتلاف الوطني ومكونات اخرى لها عن سوريا رؤية معتدلة وشاملة وتحترم مختلف مجموعات البلاد».

وتابع «من الواضح بالنسبة الينا ان بشار الأسد لا يمكن ان يدرج في مثل هذا الاطار» مذكرا بمقالة نشرها في نهاية فبراير وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا فيليب هاموند وكررا فيها القول ان «بشار الأسد لا يمكن ان يكون في مستقبل سوريا».

وكان كيري اعاد في مقابلة صحفية احياء الجدل حول فرص التحاور مع الرئيس السوري الذي تقاطعه القوى الغربية منذ بدء الحرب التي أوقعت اكثر من 215 ألف قتيل منذ اربعة أعوام.
وقال جاريث بيلي، المبعوث البريطاني إلى سوريا، إن دور النظام السوري لا يقل خطورة عمّا يقوم به تنظيم «داعش»، مؤكدا أن «لا دور للأسد في مستقبل سوريا». وأضاف بيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية لمناسبة الذكرى الرابعة للأزمة السورية، أن الحكومة البريطانية ملتزمة متابعة المساءلة في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من جانب النظام بحقّ الشعب السوري، موضحاً أنها تؤيد عمل لجنة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق وتدعمها وستستمر ببذل المساعي اللازمة لمنحها إمكان الوصول إلى سوريا والتحرك بلا قيود للتحقيق في الانتهاكات.

وقال: «عندما يسمع الناس عن الأزمة السورية، يتبادر إلى ذهنهم تنظيم «داعش»، لكن يجب ألا ننسى ضلوع الأسد في زهق أرواح أكثر من 200 ألف سوري». وأضاف أن «الأسد يدّعي أنه يحارب الإرهابيّين في سوريا لكنه أوجد بيئة حاضنة وخصبة لنمو التطرّف، ولم يفعل شيئا تقريبا لوقف تقدّم داعش في أماكن مثل كوباني، بل ركّز هجومه على السوريّين الذين يرفضون حكمه الدكتاتوري ويناضلون للحصول على حقوقهم الأساسية».

وفي هذا الإطار رفض الأسد امس تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي قال فيها إن الأسد يجب أن يكون طرفا في أي مفاوضات ترمي إلى حدوث تحول سياسي قائلا «أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم».

وقال الأسد في تصريحات للتلفزيون الايراني «مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر».

وقال الأسد إن أي تغير في السلوك الدولي تجاه الموقف الذي وجدت سوريا نفسها فيه سيكون إيجابيا.لكنه قال إنه يتعين على الدول الأجنبية أن توقف دعمها للجماعات «الإرهابية» في سوريا.

وقال «أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء إيجابي إن كانت صادقة.

.. ولكنها تبدأ أولا بوقف الدعم السياسي للإرهابيين ووقف التمويل ووقف إرسال السلاح وبالضغط على الدول الأوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا والتي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وايضا العسكري للإرهابيين».

وأكد الرئيس السوري أن «الجانب الاقتصادي هو أحد أوجه الحرب على سوريا من خلال الحصار المفروض عليها». ونقلت «القناة الإخبارية السورية» عن الأسد قوله لدى استقباله وزير الاقتصاد الإيراني علي طيب نية، إن «دعم إيران كان له دور في تعزيز الشأن السوري».

المصدر: عواصم (وكالات)