سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

القرقاوي والأميركي وأخي محمد!

آراء

خمس كلمات قد توضح الخط الفاصل بين النجاح والإخفاق، هي: «أنا لم يكن لدي الوقت». فرانكلين فيلد.

الأسبوع الماضي استيقظتُ مبكراً لكيلا يؤخرني الازدحام المروري عن الوصول إلى المكان الذي انعقدت فيه «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، وبعد استلامي بطاقتي الخاصة (الساعة الثامنة والنصف) وبمجرد دخولي القاعة المخصصة للقمة التقيتُ ــ لحسن حظي ــ بالدكتورة المتميزة عائشة بطي بن بشر، التي قامت مشكورة بشرح عن أجنحة وأنشطة القاعة المبتكرة، ثمَّ ودّعتها ويمّمْتُ شطر المسرح المخصص للافتتاح، فرأيتُ الكراسي خاوية إلا من أعداد بسيطة جداً، جلستُ، ثمَّ رحتُ أتصفح آخر الأخبار والرسائل من هاتفي، وفجأة سمعتُ صوتاً قادماً من المنصة، نظرتُ وإذا بمعالي الوزير محمد القرقاوي يفتتحُ القمة، ألقيتُ نظرةً سريعة على ساعتي وإذا عقاربها تشير إلى التاسعة تماماً، وجُلتُ بنظري في القاعة فإذا العدد لم يزد إلا قليلاً، فقلتُ في نفسي: هنا «احترام الوقت»!

في إحدى جلسات «الدردشات» خرجَ علينا براندون ستانتون، ذلك المحاسب الذي طرد من عمله، بفكرة قفزتْ إلى ذهنه، هي: تصوير وجوه سكان مدينة نيويورك وكتابة قصصهم الملهمة في مدونة «Humans of New York» التي يتابعها يومياً 15 مليون شخص ــ أنا شخصياً أصبحت منهم ــ كل ذلك حدث خلال خمس سنوات فقط! الشاهد عندما استضافه الرائع بيمان العوضي في اليوم التالي في ورشة «كيف تنتقل بصفحتك إلى العالمية» سأله: لماذا لا تبقى يومين نريك فيهما معالم دبي؟ رد: لا أستطيع، لابد أن أعود، فأنا ملتزم بوجه جديد وقصة جديدة كل يوم، وهنا «احترام الناس»!

أما أخي محمد فقد وضع له هدفاً للتعرّف إلى شجرة أرحام وأنساب عائلتنا، ليبدأ رحلة التوثيق بلقاء عدد كبير من أمهاتنا وآبائنا الذين لايزالون على قيد الحياة.

وبعد سنة من الجهد أسعدنا جميعاً بإصداره كتاباً يحكي قصة العائلة موثّقاً بالصور والمستندات الخاصة؛ ربما تكون أقدمها صورة جدنا عبدالرحمن التي التُقِطَتْ عام 1948، وكم كانت سعادته كبيرة عندما وصلته رسالة شكر من الدكتور حمد الفلاسي الذي رأى صورة جده حمد (وهو سَمِيُّه) لأوّل مرة، من خلال الكتاب، وكانت تداعِبُه أناملُ الرضا والثقة بالنفس كلما سمع أنَّ أحداً يتمنى لو كان في عائلته منْ يفعلُ مثل محمد! وهنا «احترام الهدف»!

ثلاث حكايات نجاح، مَغْزَاها: «التزامٌ واحترامٌ؛ للوقت، والناس، والهدف»!

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-26-1.768891