«عاصفة الحزم» بداية التصدي للأفاعي

آراء

كم حربا خاضتها دول منطقة الشرق الأوسط منذ أتى ملالي إيران إلى الحكم؟ وكم أزمة وفتنة نشبت في المنطقة وحتى حول العالم بسبب أطماع تلك الطغمة الضالة؟ وكم روحا أزهقت، ومدينة دمرت، وشعبا تشرذم، ودولة سقطت في مستنقع التفكك، وثروات أهدرت، منذ صعود تلك الطغمة إلى سدة الحكم في إيران؟ إن رصدا تاريخيا دقيقا لما نتج عنه وجود تلك الطغمة الصفوية منذ حكمها لإيران حتى اليوم، سيظهر للجميع أننا في مواجهة حقبة زمنية تدون في التاريخ الطويل للأمة الإسلامية، على أنها من أكثر الحقب الزمنية، التي لا يقل خطر ما جرى فيها من كوارث وحروب وفتن عما تضمنته سيطرة جذورها الهالكة على أجزاء من الدولة الإسلامية (القرامطة للفترة 900 – 966، الفاطميون للفترة 909-1171، الصفويون للفترة 1501 ــ 1785)، والحروب الصليبية واجتياح التتار والانقسامات الكبرى طوال تاريخ أمتنا الممتد لأكثر من 14 قرنا مضى.

إنه وجود سرطاني أفضى إلى إضعاف وتشرذم الأمة، دفعت ثمنا له الملايين من الأرواح، وآلاف المليارات من الدولارات، وتفويته الفرص الكبرى لدول المنطقة لأن تنهض بمقدراتها حضاريا واقتصاديا وتنمويا، ما تسبب في منعها من تحقيق الاستقرار والتقدم لشعوب دول منطقة الشرق الأوسط، وها نحن نرى شواهده الفعلية حاضرة في أغلب بقاع المنطقة باستثناء دول مجلس الخليج العربي.

أفرطت كثيرا تلك الطغمة الآثمة في أحلامها الواهمة، وظنت ألا أحد سيردعها، إلى أن دخلت الأفعى برأسها إلى اليمن الأبية، وبلغ وهمها ذروته أن المملكة وشقيقاتها عربيا وإسلاميا، قد تتهاون أو تتأخر وهي ترى تلك الأفعى السامة تطمع في استقرارها بالكامل في خاصرة الجزيرة العربية! وعليه؛ كان لا بد من صفعة (عاصفة الحزم) التي قادتها المملكة مع شقيقاتها، وكان لا بد من إنقاذ اليمن من الموت في مستنقع السم الزعاف لتلك الحية.

لم ولن تتأخر الطغمة الصفوية عن انتهاز أي ثغرة لاختراق جسد الأمة، وها هي قد عاثت فسادا وخرابا لم يسبق له مثيل في دول الهلال الخصيب، وما دهس (عاصفة الحزم) على رأسها السام في اليمن، إلا بداية صارمة لتصحيح تلك الفوضى والدمار الشامل الذي تسببت فيه، وردعا صاعقا لا ولن يقبل بعد اليوم، أي بروز لرأس أي أفعى مهما كان نوعها في جسد الأمة، يبدأ اليوم بحلف عشري للدول التي حملت وتحمل تطلعات الأمة بأسرها، تتولى قيادته السعودية نحو بر الأمن والاستقرار والتقدم والحضارة، لا إلى أسفل مراتب الجحيم والتخلف والحروب الأهلية المدمرة. إنه الحلف العشري اليوم، والمؤمل بحول الله وقوته وتوفيقه ثم بالإرادة الصادقة والعمل الجاد الدؤوب للمخلصين من أبناء الأمة الإسلامية العظيمة، يمسك بزمامه قادة هذه البلاد ومعها أبناء شعبها الأبي، أن تتسع دائرته الخيرة لأكثر من الدول العشر ليشمل أغلب دول وشعوب الأمة.

آن للأمة عربيا وإسلاميا أن تتعلم من الدروس المريرة للتاريخ، ويكفي أن تسترجع الأمة على أقل تقدير ما شهدته من ويلات الفتن والحروب والصراعات الداخلية طوال القرنين الأخيرين! إن الوعي بتلك المسؤوليات الجسام، ومن ثم ترجمتها إلى واقعٍ ملموس ومستقبل منشود، لا يمكن أن يأتي عن طريق من تأسس فكره وعقيدته ووجوده وحياته على الظلم والضلال والبغي والعدوان والسعي في الأرض فسادا وخرابا، وليس هناك من هو أهلٌ لهذه الرسالة السامية في جسد أمتنا العملاق على امتداد قارات العالم بأسره؛ سوى هذه البلاد الأبية التي تضم قبلة المسلمين، والثرى الطاهر لرسولها عليه أفضل الصلاة والتسليم، بوجودها المرتكز على الشريعة الطاهرة المصونة.

لتكن (عاصفة الحزم) عنوانا طويل الأمد لما سيأتي مستقبلا، ولتكن مهمة زمن قادم يرسم تحت حسمها الصارم آفاقا أوفر حظا في سلم التقدم والحضارة والأمن والأمان لدول منطقة الشرق الأوسط، ولكل من ينتمي لهذه الأمة الخالدة. حفظ الله قادتنا وبلادنا وأهلها، وأيدهم بنصره وتوفيقه. والله ولي التوفيق.

المصدر: الإقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/03/28/article_944037.htmlلإ