عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

حزب المطيبين ينبعث من جديد

آراء

مشهور بين الناس كثيرا أمر (حزب الفضول) الذي سأتطرق إليه لاحقا، غير أن حزبا ـ حلفا أو هيئة إصلاحية ـ آخر مهما سبقه لنفس الغرض، وهو نصرة المظلوم، وردع الظالم، لا بد أن أستفتح به مقالي.. الحزب الذي أقصده هو (حزب الْمُطَيّبِين)، الذي تأسس بسبب فريق من (قريش) أجمع على أن يأخذ من (بني عبدالدار) مجموعة أعمال شريفة هي: (الحجابة) ـ خدمة الكعبة ـ ، و(اللواء) ـ حمل راية الحرب ـ، و(السقاية) ـ سقي الحجيج ـ، فاستنصر بنو عبدالدار أصحابَ النخوة، فأخرج بنو عبدمناف قصعة مملوءة طيبًا، ثم غمسوا أيديهم فيها، وتعاقدوا، وتعاهدوا، على نصرة بني عبدالدار، والمظلومين من بعدهم، ثم طيبوا الكعبة المشرفة بأيديهم توكيدا على أنفسهم، ـ من هنا جاءت تسمية الحلف ـ ، وتم الصلح والاتفاق على أن تكون الرفادة والسقاية لبني عبدمناف، وأن تستقر الحجابة واللواء والندوة في بني عبدالدار..

أما الحزب الثاني ـ التالي ـ فهو (حزب الفضول)، الذي تميز بشهوده صلى الله عليه وسلم، وهو في العشرين من عمره، بمشاركة جماعة من المطيبين، وكان سبب نشوء الحزب رجلا غريبا قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل، ولم يكمل له القيمة، فاستنصر الغريبُ بأهل الفضل في مكة، فدعا عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الزبير بن عبدالمطلب القبائل القرشية إلى حلف، فاجتمعوا له في دار أكبرهم سنا، وهو عبدالله بن جدعان، وتعاقدوا وتعاهدوا بالله على ألا يجدوا بمكة مظلومًا دخلها من سائر الناس، إلا قاموا معه، وأن يكونوا يدا واحدة مع المظلوم على الظالم، حتى ترد عليه مظلمته، ثم مشوا إلى العاص فانتزعوا منه مال الغريب، ودفعوه إليه.. هذا الحزب الذي يعد أكرم وأشرف حلف سُمع به في العرب، وثقه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمديحة خاصة، تمثلت في قوله الشريف: “لَقَدْ شَهِدْت فِي دَارِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِهِ حُمْرَ النّعَمِ وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسلامِ لأَجَبْت”..

اليوم نحن نعيش إحياء جديدا للحزبين السابقين، في صورة حزب (عاصفة الحزم)، الذي أقامه الله ـ سبحانه وتعالى ـ، من أجل حماية اليمن السعيد ـ إن شاء الله ـ، وأهله، من بعض أهله، الذين استعانوا بغير لونهم ودمهم، من أجل بسط نفوذهم على العباد والبلاد في بلدهم، وبلدان غيرهم.. حزب الحزم، أظهر حسم الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ سدده الله ـ، ومن شاركه فيه من الحلفاء، من ملوك وحكام ورؤساء (مسلمين)؛ استجابوا لطلب الانتصار الذي وجهه إليهم أهل اليمن، مدللين بذلك على توافقهم على أهمية معالجة التجاوزات، وقيمة توحيد الصوت السياسي، وارتفاع مستوى التنسيق العسكري.. داخليا الكل لا بد أن يفتخر بكفاءة وحنكة (المحمديْن) ـ الأمير ابن نايف، والأمير ابن سلمان ـ ورجال أمننا البواسل، الذين شرفهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ وجعلهم في الخطوط الأمامية، ليعيدوا الحق إلى أصحابه، ويدافعوا عن منطقتهم ضد المتربصين بها، ولعلها فرصة للتفكير الجدي في جدوى برنامج خدمة الوطن، أو التجنيد الإجباري، فكل من أعرف يتمنى شرف الدفاع عن الوطن يا مليك الحسم، أيدك الله، وأيد بك.

المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=25664