خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

دعوة إيرانية لمحاورة الحزم

آراء

دعت إيران أمس إلى حوار هادئ بين مختلف الأطراف في اليمن وأكدت أن الرياض وطهران قادرتان على الوصول إلى حل بخصوص الأزمة اليمنية، هذه اللغة الدبلوماسية (العقلانية) الإيرانية ما كان لها أن تكون لولا تغير الموازين في اليمن بعد عملية عاصفة الحزم، فقبل فترة وجيزة كان الإيرانيون يتباهون بأن العاصمة العربية الرابعة سقطت في أيديهم ويروجون بأنهم أصبحوا أسياد الخليج والبحر الأحمر.
 
كان من المتوقع أن تستخدم إيران حلفاءها اليمنيين كورقة تفاوض مع السعودية وحلفائها العرب مثلما استخدمت إيران من قبل حلفاءها اللبنانيين كورقة تفاوض مع أمريكا والغرب وإسرائيل، لم يحدث في كل صراعات المنطقة أن تدخلت إيران بقوات عسكرية في الدول العربية التي كانت سببا أساسيا في خرابها، فهي ترسل المستشارين وضباط المخابرات وتحارب أهل البلد بأهل البلد وتحرق بيوت العرب بأياد عربية، ولو اختارت إيران طريقا آخر غير طريق الحوار في اليمن فإنها لن ترسل أبناءها إلى المعركة بل سيتكفل بهذه المهمة أبناء لبنان المنتمون إلى حزب الله وأبناء العراق المنتمون إلى عصائب الحق وكتائب أبو الفضل العباس وغيرها من التشكيلات التي زرعتها في العالم العربي وكان تشكيل الحوثيين واحدا من أهمها من الناحية الاستراتيجية لولا القرار العربي بالقضاء عليه إنقاذا لليمن الشقيق وحماية للأمن القومي العربي.
 
على أية حال دعوة إيران للحوار والتعاون مع الرياض أفضل من عملها على إذكاء نار الحرب في اليمن، ويبقى قبول هذه الدعوة أو رفضها أمرا خاضعا لتقديرات قيادتنا السياسية، فقد يكون في الأمر مماطلة سياسية ودبلوماسية ريثما تنتهي من مفاوضاتها مع الغرب بخصوص برنامجها النووي الذي يستأثر بكل تركيزها هذه الأيام وريثما يستجمع حلفاؤها الحوثيون قواهم ويعيدون ترتيب الأمر الواقع الذي بعثرته طائرات الحزم، وقد يكون بداية لخروجها من اليمن بعد أن تحقق الحد الأدنى من الضمانات لحلفائها، ولو حدث هذا الخروج الإيراني المفاجئ من الساحة اليمنية فإنه لن يكون مفاجئا أبدا لأن من مصلحة إيران الحفاظ على المكاسب الهائلة التي حققتها في العراق ولبنان، بالإضافة إلى تكفلها بحماية نظام الأسد في دمشق وقد تجد في اليمن ثقلا زائدا ليست بحاجته اليوم، لننتظر ونرى فالأيام حبلى بالمفاجآت!.

المصدر: عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/mobile/20150401/Con20150401762399.htm