سطام الثقيل
سطام الثقيل
صحافي وكاتب سعودي

إيران وفتنة «القديح»

آراء

تأليب الطوائف على بعض وضربها في بعض هي سياسة إيرانية، أحيانا تنفذها عصابة طهران بنفسها، وأحيانا أخرى توعز لأذرعها وأذنابها في المنطقة للقيام بها من أجل تحقيق أهدافها في تمزيق لحمة أي مجتمع تريد التغلغل فيه.

وعندما نريد الحديث عن الانفجار الذي حدث في بلدة القديح في القطيف بعد صلاة جمعة أمس وأسفر عن استشهاد 19 شخصا ونحو 100 جريح، علينا أن نعود إلى الماضي ونستذكر أحداثا أخرى أجزم أنها مرتبطة ببعض.

العملية الإرهابية التي حدثت بالأمس في “القديح” هي امتداد لعمليات إرهابية أخرى طالت كثيرا من المدن السعودية، ومنها القصيم والرياض والمدينة والأحساء، وكثير من العمليات التي ذهب ضحيتها العشرات من الضحايا والمستفيد واحد.

الأساليب القذرة في إدارة الصراعات ومنها العمليات الإرهابية هي ثقافة إيرانية محضة، وتأليب الطوائف على بعض كما حدث في اليمن والعراق وسورية ولبنان سياسة إيرانية، وهي تسعى الآن لإحداث الشرخ ذاته في السعودية لتحقيق الفوائد نفسها ألا وهي تمزيق البلدان العربية وإحداث الفوضى والتغلغل إليها تحقيقا لأهدافها التوسعية المعلنة.

ونحن نتحدث عن حادثة القديح الإرهابية يجب ألا نغفل عن التهديد الصريح والواضح من أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية الإيرانية الذي أطلقه بعد “عاصفة الحزم” التي هزت أركان إيران ونظام الملالي في طهران، عندما قال موجها حديثه نحو السعوديين “ما بالهم لو انفجرت عدة مفرقعات في الرياض”.

المستفيد الأكبر من كل حدث إرهابي ينتج عنه تأليب الطوائف في البلدان العربية على بعض هي عصابة طهران المجرمة، ولا يمكن أن يحدث عمل إرهابي إجرامي إلا وإيران وأذرعها وأذنابها ضالعون فيه.

يجب أن ندرك أن السعودية التي تقود حملة الكرامة والعزة العربية، ستكون هدفا لعمليات إجرامية وإرهابية مستمرة من أجل إشعال جبهتها الداخلية وإحداث تصادم طائفي يشغلها عن حملتها في اليمن الداعمة للشرعية والقاطعة لليد الفارسية.

في السعودية لا يمكن قيد أي عملية إرهابية ضد “مجهول”، ويد العدالة ستصل إلى كل من هو ضالع في التفجير الإجرامي الذي طال الأبرياء في مسجد القديح، وسينال المجرمون جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة، وسيتم وأد “الفتنة” التي تريد إيران إشعالها في مهدها، وما حادثة “الدلوة” ببعيدة.

المصدر: الاقتصادية
www.aleqt.com/2015/05/23/article_959845.html