أمجد المنيف
أمجد المنيف
كاتب سعودي

فابيان.. والرئيس الأميركي!

آراء

المتابعون للشأن الرياضي بشكل عام، ولنادي النصر على وجه الخصوص، تابعوا – بالتأكيد – تركي العجمة، مقدم برنامج «كورة» على «روتانا خليجية»، وهو يشرح الخطأ الوارد في ترجمة خطاب «الاتحاد الآسيوي» حول عقوبة «فابيان» لاعب النصر، بعدما حول الاتحاد مدة ال6 مباريات إلى 6 شهور.. وغضبوا!

الحقيقة، وهذا ليس تبريرا، أن أخطاء الترجمة لم تكن وليدة اليوم، وإنما وجدت منذ سنوات طويلة، وقد تسببت بمشكلات وحروب، وخلافات سياسية بين الدول، بسبب اجتهادات – غير متعمدة – أحيانا، ومتعمدة لتحوير قضية ما (غالبا).

وفي فضاء أخطاء الترجمة، لا بد من التطرق لاتفاقية «ويتانغي»، المترجمة بشكل خاطئ – مع سبق الإصرار-، «والتي تمثل اتفاقا مكتوبا بين التاج البريطاني وبين شعب «ماوري»، السكان الأصليين في نيوزيلندا، والذي تم توقيعه عام 1840 من قبل 400 من زعماء القبائل.. حيث إن عبارات متعارضة في النصين الإنجليزي «والماوري»؛ أدت إلى نشوب نزاعات، عبرت عن نفسها في الشعار الذي يرفعه «الماوريون» في نيوزيلندا أثناء احتجاجاتهم، ويقول: «الاتفاقية مزورة».

وعند استعراض التاريخ، عبر فصول ترجماته الخاطئة، نجد أن من أشهر تلك الكوارث؛ «ترجمة نص القرار 242 في عام 1967، عندما أقر مجلس الأمن الدولي القرار 242 حول الصراع العربي الإسرائيلي، وقع العرب ضحية خطأ ترجمة النص بين اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان الخطأ يدور حول «ال» التعريف، فالنص الفرنسي للقرار يقول بوجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.. أما النص الإنجليزي؛ فيقول بانسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية محتلة، أدى استبعاد «ال» التعريف إلى تفسير اعتمدته إسرائيل والولايات المتحدة، مبني على مفهوم يقول إن الانسحاب المطلوب لا يشمل جميع الأراضي العربية المحتلة (سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة)، بل جزءاً من هذه الأراضي..».

ومن أهم الأخطاء «الترجمية»، والذي يصنف ضمن «أبرز 5 أخطاء ترجمة مثيرة للجدل»، عبارة «أنا سعيد للإمساك بالأعضاء الحساسة لبولندا»، التي نقلها مترجم الرئيس الأميركي السابق «جيمي كارتر»، لترجمة ما قاله كارتر أثناء زيارته لبولندا في عام 1977، «أنا سعيد بوجودي في بولندا».

كما حول المترجم عبارة الرئيس «غادرت الولايات المتحدة هذا الصباح» إلى «غادرت الولايات المتحدة ولن أعود أبدا»، حسبما قالت «مجلة التايم»!

العاملون في الترجمة، لخصوا مشكلات الترجمة في عدة نقاط: «أولها، أن كل لغة تحمل في طياتها العديد من المرادفات، التي تختلف في معانيها اختلافا طفيفا عن بعضها البعض.. وثانيها، أن كل لغة لا بد وأنها تنتمي إلى ثقافة معينة، وبالتالي فإن المترجم قد ينقل الكلمة إلى لغة أخرى ولكنه لن يستطيع أن ينقل ثقافة هذه الكلمة بشكل فعال. وآخرها، أن كل لغة ذات طابع خاص في تركيب الجملة وترتيب مفرداتها (أي، القواعد) فمثلا، اللغة العربية، تحمل في طياتها الجملة الاسمية والجملة الفعلية، بينما لا توجد الجملة الاسمية في اللغة الإنجليزية..».

ولا أعتقد بأن هناك ترجمة في وطننا العربي تفوق شهرة عن الجملة التي قالها «اللمبي»: «مش أنا اللي يتئلي اذهب إلى الجحيم». والسلام

المصدر: الرياض
http://www.alriyadh.com/1051963