ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

صف طويل من الانتحاريين..!

آراء

أعلنت الكويت، أن انتحاري مسجد الصوابر سعودي الجنسية، اسمه فهد القباع. وقالت الداخلية الكويتية إن الانتحاري وصل عبر المطار قبل ساعات من تنفيذ الهجوم.

تكرار وجود سعوديين في قائمة الانتحاريين أمر ليس بجديد، فالتنظيمات الإرهابية تختار الجنسيات حسب كل عملية من أجل تحقيق أهدافها للضرب في أكثر من اتجاه.

حيث لدى التنظيم الإرهابي الداعشي خليط من جنسيات عربية وغربية. من بينهم -طبعا- عدد من الانتحاريين السعوديين .

والخبر السيئ هو ان ما نشهده للأسف ليس إلا بداية لفتنة كبرى، يقودها تنظيم متوحش يعمل بكل موارده القوية من أجل زلزلة الدول العربية والإسلامية تحديدا. وما يحدث وحدث ليس إلا مقدمات أولى.

لكن ما يعنينى في هذا المقال، هم الانتحاريون السعوديون الذي يتزايد عددهم بشكل ملحوظ، وهو امر ظهرت بوادره مبكرا، مع تجييش دعاة التطرف للشباب للجهاد في سوريا والعراق، وقدرة تجار الدين والبشر على تنفيذ مخططاتهم .

نشرت قبل نحو شهر، تقارير اعلامية تتحدث عن ان السعوديين، من «دواعش» سوريا أو العراق، أصبحوا طبقة مميزة تثير الحسد في دولة داعش، والشكاوى بشأنهم بدأت تظهر للعلن،ليس بسبب المميزات المادية أو المعنوية أو حصولهم على معاملة خاصة، لكن السبب الوحيد الذي يجعلهم فئة مميزة في دولة داعش، انهم تمكنوا من السيطرة على صف طويل من الراغبين في «الاستشهاد» بعمليات انتحارية، فطابور الانتحاريين مسيطر عليه من سعوديين،حتى اصبح وصفهم انهم محتكرون «الشهادة»، حيث أصبح حصول غيرهم على فرصة عملية انتحارية مهمة صعبة..!

وهو ما أثار شكوى وغيرة الجنسيات الاخرى من جهادي داعش بحسب رصد لتقارير وسائل إعلام دولية، لدرجة جعلت شخصا ، واسمه الكامل أبو سلطان الداغستاني، يذهب إلى الاتهام بأن قائمة الراغبين «بالشهادة يتم التلاعب بها لتفضيل السعوديين على آخرين من مناطق أخرى»..!

وسبق لموقع العربية.نت ان نقل في هذا السياق عن صحيفة «التايمز» البريطانية، أن الداعية الداغستاني كتب اتهامه في موقع «جهادي»مرتبط بأحمد شاتاييف، المعروف في «داعش» بلقب أحمد الشيشاني، القائد لكتيبة اليرموك في سوريا.

شاتاييف نفسه يقول بأن السعوديين «لا يسمحون لأحد بالدخول» في إشارة منه إلى احتكارهم لقائمة الراغبين بـ»الاستشهاد»، مضيفاً أنهم «لا يسمحون لغير أقاربهم بالتقدم إلى الصف الأول (من القائمة) مستخدمين الوساطة»، وأعطى مثلاً عن انتحاري انتظر دوره، ولكن بلا طائل، فانتقل من سوريا إلى العراق «حيث فترة الانتظار أقصر»، إلا أن الشيء نفسه وجده في العراق أيضاً..!

حيث «المحسوبية» تتيح للسعوديين اختيارهم لـ»الاستشهاد» أسرع من الآخرين، لذلك «أصبحت قائمة الانتحاريين طويلة، إلى درجة يقضي المنتظرون فيها بالقتال قبل أن تسنح لهم فرصة القيام بعملية انتحارية»: «طبعاً، باستثناء السعوديين، لما لهم من صلات جيدة»..!

والحقيقة ان الموضوع برمته ليس محسوبية او تفضيلا، واختيار الانتحاريين من السعودية ليست صدفة او مجرد واسطة ، لكنه ايضا جزء اساس من استراتيجية داعش ،-بل وكل التنظيمات الإرهابية- ، والتي هدفها النهائي هو السعودية.. كدولة وارض وشعب، كثروة وكيان وحاضن للأراضي المقدسة.

وقيام سعوديين بعمليات انتحارية في العراق والكويت والبحرين وغيرها يضرب الدول الخليجية ببعضها، ويجعل السعودي والسعودية، مصدر للشر، وهو ما يتم للأسف بمباركة دعاة التطرف ودواعش الداخل.

وللوصول إلى ذلك تسعى إلى تجنيد أبناء السعودية عبر دعاة التطرف السعوديين أو المقيمين فيها، وتركز عملياتها باتجاه هدفها النهائي وهي المملكة العربية السعودية، وتحديدا الحرمين الشريفين.. لأن هذه الرمزية بالنسبة لهذا التنظيم هو الهدف النهائي لاقامة دولة الخلافة المزعومة.

المصدر: الجزيرة السعودية