سطام الثقيل
سطام الثقيل
صحافي وكاتب سعودي

«كورونا» بين السعودية وكوريا

آراء

في 20 أيار (مايو) اكتشفت أول حالة إصابة بفيروس “كورونا” في كوريا الجنوبية، وبعدها بشهر وتحديدا في الـ 13 من حزيران (يونيو) الماضي وصفت منظمة الصحة العالمية المرض في كوريا بـ “الضخم والمعقد”، وبالأمس قال لـ “الاقتصادية” مسؤول في السفارة الكورية في السعودية إنهم بصدد إعلان خلو البلاد من الفيروس القاتل بعد محاصرته وتحييد خطره في أقل من شهرين، وفي السعودية بلد المنشأ للفيروس ما زال المرض ينتشر ولم نستطع القضاء عليه رغم اكتشاف أول إصابة في عام 2012 أي قبل أربع سنوات.

السؤال الذي يلوح في ذهن كل من يقرأ تصريح المسؤول الكوري لـ “الاقتصادية” هو: “ما الذي جعل كوريا تحاصر المرض وتقضي عليه في أقل من شهرين ونحن هنا في السعودية لم نستطع محاصرته منذ أربع سنوات؟

لا أعتقد أن فروقات الوعي بين الشعبين السعودي والكوري هي السبب ــ كما يلوح البعض ــ فالوعي تجاه الفيروس القاتل بلغ مبلغا كبيرا لدى السعوديين حد “الهلع”، والجميع يذكر أن وسائل النظافة من مطهرات وغيرها قد نفدت من الأسواق السعودية في أوقات كثيرة.

كل التعليمات التي وجهتها وزارة الصحة السعودية لنا طبقناها بحذافيرها، وتلك التدابير سهلة التطبيق ولم نعان منها كثيرا، وتتمحور حول غسل اليدين جيدا بعد كل عودة للمنزل، ووضع واق “منديل” عند العطس ورميه سريعا في حاوية النفايات، وعدم ملامسة أدوات المريض، وكثير من التدابير الوقائية، وهي للأمانة تدابير بدائية ولكنها ذات تكلفة عالية في الإعلان والترويج.

في كوريا تم عزل الطواقم الطبية العاملة على محاصرة المرض مع المصابين، وهو أمر أراه سببا رئيسا في محاصرة الفيروس في كوريا متى ما علمنا أن المرض ينتشر بشكل أكبر من وإلى الكوادر الصحية في المستشفيات.

عزل الأطباء والممرضين العاملين على محاصرة المرض مع المرضى هو الخطوة التي قامت بها كوريا ولم تقم بها السعودية، وهو الأمر الذي أسهم في خلو كوريا من الفيروس، وهو أيضا دلالة على فروق التدابير الاحترازية بين البلدين.

المختصون السعوديون الذين ذهبوا إلى كوريا لتقديم المساعدة للمسؤولين الكوريين في محاصرة المرض، عليهم العودة للسعودية محملين بالخبرات الكورية كي نحاصر المرض ونستفيد من تجربتهم ــ على الرغم من قصرها ــ للقضاء على الفيروس القاتل الذي أقضّ مضاجعنا منذ أربعة أعوام.

المصدر: الاقتصادية