بدرية الشمري
بدرية الشمري
كاتبة سعودية

حذاء لذاكرة ..!‎

آراء

لن أتكلم عن حذاء ذكرى وأشرح لكم قصته لأنكم جميعاً تعرفونه ولأنه منذ لحظة وصوله لحضن ( الجاني ) لم يصبح غريباً علينا وقد يتحول إلى موروث كحكاية سندريلا وحذاؤها ولكن مع اختلاف الثقافة والفكرة.

قد يقول البعض أن ذكرى وحذاؤها واقع ولكن سندريلا من وحي الخيال مثلما سيقول من سيأتي بعدنا بأكثر من مائة عام ليعتقد أن ذكرى من وحي خيالنا .! ولكنني مؤمنة أن قصة سندريلا ليست نسج خيال لأنها من الممكن أن تحدث ولكن دون أن يتحول اليقطين إلى عربة والفئران إلى خيول .!

ذكرى قررت أن يكون لأسمها نصيب منها او العكس ختمت على ذاكرة الجميع بحذائها لتخبر كم كانت ومازالت المرأة قادرة على قلب الطاولة والخروج عن هدوء أنوثتها لتتحول إلى مدفعية او سلاح رشاش لا يتوقف إلا عندما ينتهي مخزون ثورته ، ولو تحدثنا عن أنوثتها لعرفنا أن الرجل قبل أن يتأمل وجه المرأة يقتنص نظرة إلى حذائها ليختبر هل خلف قوامها الجذاب حذاء يعلو عن الأرض ليرتقي بها ليصلها ام أنها عالية دون تزييف وإرتفاع مسروق .!

ذكرى وسندريلا حكايتان لإنتصار الحق على الظلم مهما كانت أسبابه . ماكانت ترتديه ذكرى لراحة قدمها تحول إلى سياسة وسلاح يريح ثورة قلبها وما صنع فقط لسندريلا كان طريق عودتها لحبها .

كم كنا نحتاج لهذا الحذاء من إمرأة عربية لتلطم به وجه عدوها وليس وجهها الذي حفر الدمع عليه طرقات ليبرد قليل من حرارة وجعها.

كم كنا نحتاج لكلمة حق تعلو على صوت الباطل لأنه عندما تثور إمرأة ينقلب العالم كله لساحة قتال كما حصل في وقت مضى عندما قالت إحداهن :

(وامعتصماه) فكتب المعتصم ( من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي) هنا ينتفض القلب ثورة وكرامة وأن الفرسان الذين نحلم بهم ماتوا على أسوار عمورية ليبعثوا في زمن نحتاج فيه لهم عندما ننادي ( واعروبتاه ) ..!

في حذاء سندريلا إنتصار لها وفرح ولكن في حذاء ذكرى ذاكرة لمن يريد أن يوقّع على وجه الظلم بحذاء ..!