علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

الإغاثة والتحرير

آراء

تبذل دول التحالف، وعلى رأسها المملكة، جهودا كبيرة في سبيل إنهاء معاناة الشعب اليمني الذي أنهكته الحرب، وسرقت أمواله وغذاءه. لعل القوافل التي تجوب طرق اليمن أكبر دليل على العمل الجاد الذي تقوم به هذه الدول لرفع معاناة الشعب.

كما أنها دليل واضح على عدم الالتزام والوحشية التي تتعامل بها الميليشيات مع الشعب المظلوم. فعندما تهاجم الميليشيات سفن الإغاثة وتغير على مقار توزيع المواد الطبية والغذائية، تثبت أن الشعب هو آخر اهتماماتها وتؤكد للمجتمع الدولي محدودية قدرتها على التعامل مع الشعب، فما بالك بإدارة الدولة.

آخر عمليات الإغارة على المواد الإغاثية كانت الاعتداء على قافلة متجهة إلى تعز مكونة من 16 شاحنة والاستيلاء على كل ما فيها وحرمان الناس منها. هذا التجاوز الأخير يستدعي أن تعيد دول التحالف حساباتها وتبدأ في دراسة خيارات جديدة لتوزيع مواد الإغاثة.

عندما تصبح العملية متعلقة بحياة الناس، تكون الخسائر أكثر خطورة. هذا يجعل مسؤولية المستفيدين أكبر من مجرد البقاء في مدنهم وانتظار وصول مواد الإغاثة إليهم. قد لا تكون لدى قوات التحالف القدرة على السيطرة على الطرق البرية بين المدن اليمنية، فيجب أن تسهم المقاومة الشعبية وداعمو الحكومة الشرعية في عمليات حراسة مواد الإغاثة حتى تصل إلى مستحقيها.

إن إعادة تخطيط عمليات التوزيع مهمة لأسباب كثيرة، أولها الحاجة الماسة لهذه المواد. فالشعب اليمني يعيش كارثة حقيقية بسبب عزل المدن واستيلاء الميليشيات على كل شيء بدعوى دعم المجهود الحربي. هذه الحاجة جعلت كل المحافظات اليمنية تصنف في حالة كارثة إنسانية.

كما أن الاعتداء على قوافل الإغاثة يدعم عمليات القتل، ويخفف آثار الحصار المفروض على هذه الميليشيات. ضمن هذه الإشكالية ستستمر الحالة الإنسانية في التدهور، لتطول المعاناة التي يحاول الجميع أن ينهيها بأسرع وقت ممكن.

تبقى المسؤولية على شيوخ القبائل والمؤثرين في المجتمع لتشجيع المواطنين على التخلص من احتلال الميليشيات للمدن اليمنية. عندما يقاوم السكان هذه الميليشيات، ستكون الفرصة أكبر للتخلص من هيمنتها. ومن ثم بالتالي تكوين تنظيم واضح يمكن من خلاله السيطرة على الطرق الواصلة بين المدن وضمان حماية قوافل الإغاثة.

هذه دعوة لكل مكونات المجتمع اليمني للإسهام في تحرير المدن من الميليشيات وحماية الطرق لتأمين إغاثة الناس.

المصدر: الإقتصادية