أمجد المنيف
أمجد المنيف
كاتب سعودي

هل تأثر العرب ب«داعش»؟

آراء

 تحدثت في مقالتي السابقة عن مدى تأثير إعلام “داعش” على الشعب الأميركي، ومدى استخدامه لحديث الرؤى الاتصالية لكسب تأييده، ولكن – ولأن العالم ليس أميركا فقط – ماذا عن الشعوب الأخرى، وخاصة العربية؟

في نفس كتاب “داعش (تنظيم الدولة).. في عيون الشعوب”، المنشور لسامر أبو رمان، الذي تحدث عن الاهتمام الأميركي، تطرق في الوقت نفسه للشعوب العربية، وغيرها.. ف”على صعيد متابعة التطورات المتعلقة ب”داعش” عند البلدان العربية، المشمولة في استطلاع الرأي العام العربي حول التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، نجد أن 75% من الرأي العام العربي يتابعون بشكل دائم أو يتابعون أحيانا، بالإضافة إلى أن 13% يتابعون نادرا، وفقط 11% لا يتابعون على الإطلاق، وتصدرت الدول المتابعة لبنان والعراق واللاجئون السوريون، وهي الدول التي لها علاقة مباشرة ب”داعش”، وعند مقارنة آخر هذه النتائج مع الرأي العام الأميركي نجدها متقاربة إلى حد ما”.

أما بالنسبة للشعوب غير العربية، فقد “أظهرت نتائج استطلاع البريطانيين والألمانيين أن 7% من المواطنين البريطانيين تؤيد “داعش”، كما أظهرت نتائج الرأي العام في المملكة المتحدة اتجاها ديموغرافيا يختلف عن الفرنسيين، بأن دعم “داعش” يزداد مع تقدم العمر، حيث أوضح 4% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 24 سنة، أنهم إما يتعاطفون بقوة أو إلى حد ما مع “داعش”، مقارنة مع 6% من الذين تتراوح أعمارهم بين 24 – 35 سنة ممن شملهم الاستطلاع، و11% من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 – 44 سنة..”، وفي جانب آخر، المتعلق بأمن الأشخاص، وتحديدا عن رأي الأستراليين حول تهديد “داعش” على الأمن الشخصي؛ “فقد جاءت النتائج متقاربة مع الأميركيين، وإن كانت أقل بنسبة ضئيلة، حيث ذكر 44% من الأستراليين أنهم يشعرون بمزيد من الخطر بشكل شخصي لوقوع هجوم إرهابي محلي، بنسبة أكبر مما كانت عليه قبل ستة أشهر، وفي السياق ذاته يعتقد 62% من الأستراليين أن المسلمين في أستراليا هم الآن في خطر أكبر للتعرض لهجوم..”

وبعيدا عن الغرب، فبالإشارة للرأي العام الياباني، “فقد أظهر استطلاع Asahi Shimbun في منتصف يناير 2015 أن 86% ممن شملهم الاستطلاع يشعرون بالقلق، سواء إلى حد ما أو قلقة للغاية، إزاء تهديد المتشددين الإرهابيين، في حين أن 13% فقط لا يشعرون بالقلق، سواء إلى حد ما أو ليس قلقاً على الإطلاق”.

وأخيرا.. وبعد هذا السرد الإحصائي “البانورامي”، لتأثر عدد من الدول والشعوب ب”داعش”، فلا بد من الإشارة إلى “أن الأغلبية الساحقة من شعوب العالم تتابع التطورات والأخبار، المرتبطة ب”داعش” وممارساتها وتصرفات مقاتليها، وبالنسبة للأميركيين فبالرغم من متابعتهم لأخبار “داعش” جيدا، ومعرفتهم عنها بشكل ممتاز، إلا أنهم لا يرونها من القضايا المهمة التي تواجه البلد مقارنة بالقضايا الداخلية”.. والسلام

المصدر: صحيفة الرياض