سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

إنجاز باب المندب لن تُلغيه صواريخ الجبناء

آراء

صواريخ عشوائية من جبناء، يُغطون بها فشلهم وهزيمتهم وانكسارهم أمام قوى الحق والشرعية، لا تأثير لها في معنويات الشجعان، بقدر ما تزيدهم قوة وإصراراً على دحر المتمردين والفاسدين، فالشمس لا تحجب أشعتها أصابع صغيرة، والانتصارات والإنجازات الميدانية التي تحققها قوات السعودية والإمارات وبقية دول التحالف على الأرض لن توقفها صواريخ الجبناء.

في عام 1856 كتب العقيد البريطاني كوجلان تقريراً إلى حكومته من مدينة عدن قال فيه: «إذا ما تم شق قناة السويس فإن احتلال جزيرة بريم (ميون) الواقعة في باب المندب سوف يزيد ثقل المنطقة». هذه الرسالة تعكس الأهمية الاستراتيجية لمنطقة باب المندب تاريخياً، فهو يتحكم في طرق الملاحة والتجارة البحرية، ويسيطر على الطريق البحري بين الشرق والغرب، كما أن أهميته زادت بعد افتتاح القناة، وبعد اكتشاف النفط، كونه طريق ملاحة لقوافل النفط العملاقة القادمة من الخليج العربي، ومن الشرق إلى غرب وجنوب وشمال أوروبا وأميركا، مروراً بمنطقة الشرق الأوسط عبر قناة السويس، لذلك فالسيطرة على هذا المضيق أمر مغرٍ للغاية لإيران ذات التوجه العنجهي والأطماع القديمة المتجددة في المنطقة بأسرها، فالتحكم في باب المندب ومضيق هرمز معاً يعني باختصار خنق دول مجلس التعاون!

أبناء الإمارات حطموا هذا الحلم، ونجحوا في طرد الحوثيين وكلاء الفُرس، والفاسدين من أنصار «المخلوع» من هذه المنطقة الاستراتيجية، رجال القوات المسلحة الإماراتية فور تكليفهم من قيادة التحالف العربي باستعادة باب المندب، أحسنوا التخطيط للعملية براً وبحراً وجواً، وتمت مفاجأة العدو، واستعادة هذه المواقع الاستراتيجية خلال خمس ساعات فقط، موجهين بذلك صفعة قوية للحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع.

هذه الصفعة مازالت توجعهم، وتؤلمهم، فهي التي أربكت جميع خططهم وحساباتهم، وجعلتهم يترنحون، ويرقصون رقصة الموت الذي يحيط بهم من كل جانب، فوجدوا ضالتهم في صواريخ يقذفونها ويهربون، لكنها بالتأكيد لن تغني عن هزيمتهم القريبة، ولن تجدي نفعاً، ولن تؤخر ساعة الصفر القريبة التي ستنتصر فيها قوى الحق التي تدافع عن الشرعية، وتحمي أوطاننا قبل وصول النار إلينا، وتُدافع عن سقوط دولة عربية جديدة في براثن قوى الشرّ والعنجهية!

لم نختر الحرب، لكنها خيارنا الوحيد الآن، ولن نرضى بديلاً عن الوصول للنهاية قريباً، والنهاية لن تكون إلا بعودة الشرعية، واندحار الحوثي، وهزيمة أنصار الرئيس المخلوع، وهذا يعني كف يد إيران عن عاصمة عربية جديدة بعد أن سيطرت على ثلاث عواصم عربية في غفلة من العرب!

إضافة إلى ذلك فالإمارات لديها الآن هدف جديد، هو الثأر وبقوة لجميع شهداء الواجب والحق، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن واستقرار الإمارات، ورفعوا علم الدولة عالياً قبل أن يلاقوا ربهم وهم بأبهى صورة، وأجلّ موقف. شهداء الإمارات قدموا دماءهم الطاهرة لكف الأيادي النجسة عنا وعن أبنائنا، ضحوا بحياتهم من أجل حياتنا وحياة أطفالنا، لذلك لن ينساهم إخوانهم المقاتلون في اليمن، وسيضربون بيد من حديد كل يد امتدت إليهم، ولن ينساهم شعب الإمارات، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله والقادة والوطن عليه.

المصدر: صحيفة الإمارات اليوم